batshan المدير
عدد الرسائل : 12008 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب احترام قوانين المنتدي : مصري المزاج : المهنة : الهواية : عارضه الطاقه :
| موضوع: لمحة عن الجراحة في فجر الإسلام بمصر (دراسة أثرية- إضافية) الأحد يناير 11, 2009 5:09 pm | |
| [size=16]
[size=12]لمحة عن الجراحة في فجر الإسلام بمصر (دراسة أثرية- إضافية)
دكتور/ هنري أمين عوض جمهورية مصر العربيـة
اهتم العرب منذ فجر الإسلام بشتى ضروب المعرفة والفنون وصاحب الانتصارات الحربية الرائعة تقدم في الثقافة وازدهار في الفكر على صعيد كافة العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية من فلسفة ومنطق وعلوم حكمية وطبيعية دينية ولغوية بالإضافة لمختلف الفنون والصناعات ونالت العلوم الطبية النصيب الأوفى من الرعاية. وكان لمصر النصيب الأكبر في هذا التقدم الحضاري فقد التقت حضارة العرب القادمين من شبه الجزيرة بحضارة الفراعنة التي تسلمهـا أبناء النيل وقد عكس العرب ضوء الشمس الغاربة للحضارات الفرعونية واليونانية وككان لهم فضل الحفاظ على العلوم الطبية لأن الرومان لم يحسنوا القيام على هذا التراث، ولكن العرب تسلموه وأتقنوه وقد أعطت مصر لدنيا العلوم الطبية منذ فجر الإسلام الكثير واعتبرت إحدى ينابيع الفكر الحربي وأعطت ما لم تعطه الولايات الإسلامية الأخرى علما وفنا وفكرا وابتكارا واقتبس العرب من طب مصر واليونان وفارس وأضافوا إليه ما اكتسبوه من تجاربهم السابقة في عهودهم الأولى فظفروا في هذا المضمار بعلم وفير. ولم يمن كلهم عن الأمم السابقة تقلب أعمى ولكن كان عن بينة وبصيرة واعتمدوا على الأسلوب العلمي التجريبي فما أثبتوا صحته قبلوه وما لم يقع دليل على صحته تركوه ويقول الرازي ( لا نحل شيئا من ذلك عندنا محل الثقة إلا بعد الامتحان والتجربة) العرب في الجاهلية لهم طب تجريبي حذقوه وأتقنوه وترتوي لنا الأشعار الجاهلية عن كثير من الأمراض وطرق العلاج والعمليات الجراحية ومثال ذلك قصيدة رثاء الخنساء لأخيها صخر الذي غزا بنى أسد وغنم منهم ولكن أصابته طعنة دخل بها حلق من الدرع في جسمه وعولج ولكن اندمل الجرح عليه ثم ظهر نتوء أحمر واستدعي الطبيب وقام بالجراحة لإزالة هذا الحلق. وبرعوا في علاج الكسور وخلع المفاصل وكانوا يستخدمون الحجامة في امتصاص الدم الزائد عن الجسم والذي تكون زيادته سببا في التعرض لخطر جسيم وقد امتدح الرسول r فقال " خير الدواء العلق والحجامة " وكانوا يعالجون الباسور بدهنه بزيت الزيتون وأقر النبي الكريم هذا العلاج وعرفوا علاج الأسنان واللثة وشدوا الأسنان بالذهب وكان سيدنا عثمان بن عفان يشد أسنانه بالذهب وظل كذلك حتى أسلم وفي فجر الإسلام برع العرب في الطب والجراحة عن تجربة وذلك خلافا للرأي السائد عن تأخر الجراحة عند العرب واعتبارها من الصناعات الممتهنة التي ينبغي أن يتسامى الطبيب عن ممارستها ولكن هذا الفن الجليل، مارسه العرض منذ فجرا لإسلام وكان هنالك مجموعة من الآسيات أو الأواسي ومن أشهرهن (رفيدة الإسلامية) وكانت متميزة في الجراحة أمرها الرسول الكريم بإقامة خيمة في غزوة الخندق لتقوم فيها بمداواة الجرحى وهذه الخيمة تعتبر أول مستشفى في الإسلام وكذلك (أميمة بنت قيس الغفارية) وقد ساعدت في علاج الجرحى في غزوة خيبر ولحسن بلائها قلدها الرسول الكريم قلادة (وسام). وظلت هذه القلادة تزين صدرها طول حياتها ولما ماتت دفنت معها بوصيتها وهنالك أم سليم وأم أيمن وأم عطية الأنصارية والربيع بنت معوذ وكلهن اشتهرن بالجراحة ونسيبة بنت كعب التي كانت تداوي الجراح في غزوة بدر.
وفي الجاهلية وصدر الإسلام برع كثير من الأطباء مثل (الحارث بن كلدة) الذي كان مشهورا حتى سمي طبيب العرب وأصله من تثقيف ونشأ في الطائف وكان معاصرا للنعمان بن المنذر وامتد به العمر حتى مات في خلافة معاوية وأسلم ولكن لم يحسن إسلامه ورغم ذلك كان الرسول r يشير إلى صحابته إذا اشتد بهم المرض أن يعرضوا أنفسهم عليه و(النضر بن الحارث بن كلدة) أخذ الطب والجراحة عن أبيه وسار إلى فارس وانضم أول ظهور الإسلام إلى سفيان ابن حرب وكان من أشد الناس حسدا للنبي مع أنه ابن خالته (وابن رمثة التميمي) وكان طبيبا في عهد الرسول الكريم متخصصا في الجراحة بارع فيها.
وكان لقدماء المصريين حضارة رائعة ووصفوا كثيرا من العمليات الجراحية والآلات المستعملة فيها وتعتبر بردية (أدوين سميث) أقدم بردية جراحية 600 ق. م و(بردية كاهون) أقدم بردية في أمراض النساء وجراحاتها. ومن البرديات الهامة أيضا برديتا ايبرز وهرست.
ثم جاء اليونان وأخذوا الطب والجراحة عن قدماء المصريين ولكنهم صهروها في بوتقة المعرفة وخلصوا الطب من الكهانة والسحر وجعلوه طبا تجريبيا منطقيا. وفي عهد البطالمة ازدهرت مدرسة الإسكندرية ونجد أن الطبيب الذائع الصيت (جالينوس) يحضر إليها لتعليم التشريح وتوجد من العصر البطلمي بمعبد كوم أمبو بصعيد مصر رسوم الآلات الجراحية المختلفة تشبه الآلات التي عثر عليها في مدينة الفسطاط وظلت مدرسة الإسكندرية عامرة بالأطباء والجراحين حتى الفتح العربي لمصر على يدي عمرو بن العاص وبدأت حركة الترجمة والتطور السريع في الطب والجراحة.
وبتطور الجراحة سريعا نجد أن حنين بن اسحق العبادي (9 0 8- 873 م) قام بترجمة كتب الجراحة والولادة التي ألفها الجراح (بولس الأجنطي) الذي شب في الإسكندرية حوالى سنة 642 بعد الميلاد والذي تبوأ مكانا مرموقا بين الجراحين في مدرسة الإسكندرية وكان له الأثر الكبير في تطوير الجراحة في العلم العربي في الشرق الأوسط ومصر وشمال أفريقيا وشبه جزيرة ايبريا (الأندلس.
وقد أقبل على هذه التراجم الجراحون المصريون كما استفاد منها الجراح الأندلسي (أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي) (945- 1013 م في كتابه الخاص بالجراحة (التصريف لمن عجز عن التأليف) والذي يمتاز برسوماته الكثيرة وشرح فيها العمليات والآلات الجراحية المستعملة فيها ويعتبر الزهراوي سابقا لعصره نشأ في قرطبة وكان بها خمسون مستشفى. وبعد قرون من الزمان ظهر طبيب عربي مرموق (أبو الفرج ابن القف الكركي) في الأردن 1233- 1286 م. وكان يدرس الطب والجراحة بقلعة دمشق وألف كتابه (العمدة في الجراحة) وبه وصف العمليات والآلات الجراحية وبه فصل عن التشريح وعلم وظائف الأعضاء وقد أحيا تراث حنا الأجنطي والزهراوي وأشار إليهم في كثيرمن المرات ثم جاء من بعده الرازي الذي نشأ في الري وسافر إلى بغداد واختاره عضد الدولة ليكون رئيسا للأطباء ببغداد وله أبحاث في الجراحة والتشريح يتحدث فيها عن شكل الأعضاء والجراحات المختلفة وهذا الكتاب قدم إلى المنصور بن إسحاق ويسمى كتاب المنصوري في التشريح وقد ازدان بمجموعة من الرسوم التوضيحية. وللرازي عدة مقالات في الكي والمثانة. وفي مصر ظهر الطبيب الفلكي أبو نصر بن العين زوبي وفي كتابه الكافي أشار إلى كثيرمن العمليات الجراحية والآلات المستعملة. ثم ظهر في تركيا الطبيب الجراح شرت الدين علي بن الحاج الياس وفي كتابه الملكي (الجراحة الكنية) وصف كثيرا من العمليات والآلات المستعملة مع رسومات جميلة لها وللمرضى وللأطباء وفي القرن الثاني عشر الميلادي ترجم كتاب التصريف للزهراوي إلى اللاتينية بواسطة (جيرادي كريمونا) وكان له تأثير كبير في تطور الجراحة في أوربا.
وقد أجريت حفريات في مدينة الفسطاط العاصمة الأولى لمصر الإسلامية والتي أسسها عمرو بن العاص سنة 21 هجرية في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب وكشفت هذه الحفريات عن كثيرمن الآلات الجراحية والمعدنية وتعتبر أقدم وأول ما عرف من نوعها ورغم أن تاريخ صنع هذه الآلات لم يحدد ولكن المعتقد أنها من عصر سابق للعصر الفاطمي وإذا قارنا بين هذه الآلات وبين التي وصفها الزهراوي في كتابه التصريف يتضح لنا الخطوات التي خطتها الآلات الجراحية منذ العصور الإسلامية الأولى حتى عصر الزهراوي وهذه الآلات ائتي عثر عليها كانت لا شك مستعلمة في الجراحات العسكرية ويشابه بعضها الآلات التي استعملها قدماء المصريين والتي وجدت في مقابرهم على لوحاتهـم. وهذه الأدوات تشتمل على مجموعة كبيرة من المكاوي التي تستعمل في الكي وهي أنواع وأشكال عدة تستعمل في مختلف العمليات الجراحية مثل نواصير العين والإست وفي استئصال الأورام الحميدة والخبيثة والبواسير والزوائد المحمية وعرق النساء والقيلة المائية والفتق والشفة المشقوقة ولوقف النزيف الشرياني وكذلك وجدت كثيرمن المجسات المعدنية ويعتبر العرب أول من استعمل المجسات وكذلك مجموعة كبيرة من المباضع (المشارط) منها الطويل والقصير وـحاد الطرف أو غير حاده وكذلك مجموعة من خافض اللسان والملاقط والجفوت المختلفة الأشكال والأحجام لوضع المواد الكاوية على البواسير وللهاة الملتهبة.
| |
|
spidar coach شاب جامد اوي
عدد الرسائل : 3546 العمر : 36 العمل/الترفيه : مدرب احترام قوانين المنتدي : مصري المزاج : المهنة : الهواية : عارضه الطاقه :
| موضوع: رد: لمحة عن الجراحة في فجر الإسلام بمصر (دراسة أثرية- إضافية) الأحد يناير 11, 2009 11:40 pm | |
| مجهود رائع بتشان الى الامام | |
|