مـــــــــــــــــــفــــــــــــــهوم التحليــــــــل الحركي

مفهوم التحليل الحركي:-

قبل التطرق الى مفهوم التحليل الحركي لابد من معرفة ان هذا العلم يعتمد بالاساس على استخدام القوانين والاسس المستخدمة في علم اليايوميكانيك لغرض دراسة الحركة وتحليلها تشريحيا وميكانيكيا. وتمثل كلمة تحليل (Analysis) مفتاحاً لتعريف سلوك حركة الانسان او مساره، أي عملية تجزئة الكل الى اجزاء لكي يتم دراسة طبيعة تلك الاجزاء والعلاقة بينهما من خلال معرفة دقائق مسار الحركة، ومدى العلاقة بين المتغيرات التي تؤثر في ذلك المسار أي تحويل الظاهرة المدروسة الى ارقام ودرجات( ). ويقصد بها ايضا الوسيلة المنطقية التي يجري بمقتضاها تناول الظاهرة موضوع الدراسة كما لو كانت مقسمة الى اجزاء او عناصر اساسية( ).
وانطلاقا من هذا المفهوم لمدلول كلمة التحليل يمكن عند دراسة حركة الانسان ان يكون التحليل تشريحيا، كيميائيا، نفسيا، تربويا، او ميكانيكيا. وينبغي ان يوضع في الاعتبار ان تجزئة الظاهرة ليس هدفاً بحد ذاته وانما وسيلة للوصول الى الادراك الشمولي للظاهرة ككل، لاسيما اذا كانت الظاهرة تمثل حركة الكائن الحي الذي لا يمكن تحقيقها الا من خلال تجميع الاجزاء والعناصر في وحدة متكاملة( ).
ويعد التحليل في المجال الرياضي من العلوم المهمة التي تعتمد على علوم اخرى كالتشريح والميكانيكا الحيوية والفيزياء والرياضيات والعلوم الاخرى المرتبطة بالحركة، لذا لايمكن اجراء تحليل للحركات الرياضية دون ان تكتمل جميع العناصر المؤثرة في ذلك الاداء.( ) ( )
ويرى كل من (قاسم حسن حسين وايمان شاكر) ان التحليل اداة اساسية في جميع الفعاليات والانشطة الرياضية، اذ يبحث في الاداء ويسعى الى دراسة اجزاء الحركة ومكوناتها للوصول الى دقائقها، سعيا وراء تكتيك افضل، فهو احدى وسائل المعرفة الدقيقة للمسار بهدف التحسين والتطوير.( ) ويؤكد (وجيه محجوب) ان التحليل الرياضي يستخدم في حل المشكلات المتعلقة بالتعلم والتدريب حيث يقوم بتشخيص الحركات ومقارنة اجزائها واوقاتها وقوتها، والمقارنة بين الحركة الجيدة والحركة الرديئة ويساعد على تطور الحركة ومعرفة تكنيكتها وبذلك يقرب للمدرب صورة لحركة النموذجية ليتمكن من اختيار وسائل وطرائق التدريب الخاصة لايصالها الى المتعلم من اجل تجنب الاخطاء الحركية، اعتمادا على القياس الدقيق للجوانب المختلفة المتعلقة بالظاهرة ( ).
ولهذا يلجأ العاملون في المجال الرياضي الى دراسة الحركة وتحليل مكوناتها سعيا وراء تحسين التكنيك، وان تحليل الحركة او المهارة ليس غاية في حد ذاتها بل هو وسيلة لمعرفة طرائق الاداء الصحيحة للفرد عند قيامه بالحركات المختلفة، وتساعد على اكتشاف الخطأ في الاداء والعمل على اصلاحه.
ولاجل تقويم الاداء الفني والوصول الى نتائج تتعلق بالانجازات الرياضية يتم بالاستناد على وصف الحركة وتحليل جميع العوامل (البدنية، والميكانيكية، والتشريحية) التي تخص الاداء الحركي بشكل يضمن استخدامها في حل المشكلات التي تتعلق بالاداء وتقويمه من خلال مقارنة الحقائق التحليلية بمعايير معينة تسهل على المدربين اختيار التمرينات المناسبة لقيام رياضييهم بالاداء الحركي الصحيح وخلق ظروف تدريبية خاصة لتحقيق ذلك الهدف( ).وتوجيه العملية التدريبية (علميا وتطبيقيا) لتمهيد الطريق لرفع وتحسين المستوى الرياضي من خلال استخدام الاسلوب العلمي المستند على التحليل الحركي البيوميكانيكي، وهذا يعني تقويم العملية التدريبية بقياسها موضوعيا من خلال استخدام الاجهزة العلمية ( ). لذا فان التطوير الحاصل في طرائق التحليل والبحث العلمي في المجال الرياضي بالاعتماد على احدث الاساليب التدريبية والاجهزة التقنية في تتبع المسار الحركي لاداء المهارة لاسيما في الالعاب التي يحتل الاداء الفني جانبا مهما من جوانب التدريب فيها مما ساعد المدربين على معرفة مدى نجاح مناهجهم التدريبية وتحديد مكامن الضعف في الاداء والعمل على تجاوزها. وبناءً على ذلك يشير (عصام عبد الخالق) الى ان اهمية استخدام تكنولوجيا التعليم والتدريب يرجع الى تحقيق الاقتصاد في الوقت والجهد لكل من المدرب والرياضي، فضلا عن انه وسيلة لاظهار الاخطاء الشائعة في الاداء وكيفية تلافيها ( ).وعليه فان الوصول الى مثالية الاداء لا يتم مالم تكن هناك حلول ميكانيكية تتم عن طريق التحليل الحركي للاداء. الذي يعني استخدام القوانين والاسس التي تساعد على توضيح الشكل الرياضي الافضل للاداء الحركي للمهارات وكذلك توضيح الاسباب الميكانيكية للنجاح والفشل في اداء الحركة ( ).ويشير (عادل عبد البصير) الى ان العاملين في مجال الميكانيكا الحيوية للحركات الرياضية يلجؤون الى استخدام طرائق ووسائل التقويم المناسبة لدراسة الحركات الميكانيكية التي يؤديها الانسان مع مراعاة خصائص تلك الحركات ومكانية تحديد الاسباب الميكانيكية والخصائص الديناميكية الحيوية للمهارات الرياضية، التي تتم عن طريق التحليل الحركي، ويذكر ان التحليل الميكانيكي يعتمد على نوعين من طرائق التحليل الحركي هما( ):

ا.التحليل البايوكينماتيكي للمهارات الحركية.
تهتم هذه الطريقة بتوضيح ووصف انواع الحركات المختلفة، عن طريق استخدام المدلولات الخاصة بالسرعة والتعجيل على اساس قياسات المسافة والزمن. ويطلق على هذا النوع من التحليل بـ (الكينماتيك) الذي يعنى (بدراسة حركة الاجسام بالنسبة للزمن سواء أكانت خطية ام دائرية، لذا يهتم بالجانب المظهري او الشكلي للحركة مثل المسافة، الزمن، السرعة، الزاوية، ورسم مساراتها الحركية، وتوضيح طريقة الاداء التي يقوم بها الجسم)( ).
ب.التحليل البيوديناميكي للمهارات الحركية
تهتم هذه الطريقة بالبحث عن الارتباط الفرضي بين تأثير القوة والانواع المختلفة من الحركات، فضلا عن البحث في مسببات الحركة من خلال دراسة القوى التي تؤثر في الحركة. ويطلق على هذا النوع من التحليل بـ (الكيناتيك) الذي يعنى (بدراسة اسباب الحركة والقوى المصاحبة سواء أكانت ناتجة عنها او محدثة لها، وتبحث في مسببات الحركة ونتائج الانقباض العضلي وعلاقته بمثالية الاداء)( ).
لذا فان التحليل الحركي البايوميكانيكي يبحث في دراسة الحركة وتحليها، وبذلك وضع لنفسه القاعدة العلمية السليمة التي تعتمد على مبادىء واسس علمية ثابتة، باستخدام اساليب التقنية الحديثة في معالجة البيانات الخاصة بالاداء البدني والحركي سواء من جانب الباحثين ام من جانب المدربين للوصول الى مثالية الاداء. وعليه فان النظرة العلمية للفعاليات الرياضية تؤكد ضرورة وجود الاجهزة والادوات لترسيخ مواصفات ادائها عن طريق كشف الاخطاء او وضع التدريبات المناسبة لتطويرها وتحسينها. ويشير كل من (وجيه محجوب ونزار الطالب) الى (ان القوانين الفيزيائية تعمل على صقل وتهذيب حركات الانسان ضمن حدود التركيب الجسمي …ويمكن استعمال طرائق التحليل كطريقة تحليل الافلام لتحقيق الهدف المعين والحركة المعينة او الانجاز الرياضي المعين)( ). ويضيف (لؤي الصميدعي) الى (ان التحليل البايوكيناتيكي للافلام. .. يسهم في معرفة الاعداد الكبيرة من الاقسام الحركية لجسم الانسان وهذه مهمة لتحديد الخصائص الحركية للرياضيين ذوي المستويات العليا وصولا الى الانجاز العالي، وكذلك تحليل حركات الرياضيين ذوي المستويات المتواضعة لمعرفة الفروقات الحركية الواضحة في مستوياتهم لتحسينها)( ).

المصادر:
1-قاسم حسن حسين وايمان شاكر. 1998، المصدر السابق، ص41-42.
2-ريسان خريبط ونجاح شلش. المصدر السابق، ص28.
3-عادل عبد البصير. الميكانيكا الحيوية والتكامل بين النظرية والتطبيق في المجال الرياضي. ط2 ،القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 1998، ص134-135.
4-محمد صبحي حسانين. التقويم والقياس في التربية البدنية والرياضة. ج1، ط 3، مصر: دار الفكر العربي،1995،ص134.
5- طلحة حسين حسام الدين، الميكانيكا الحيوية الاسس النظرية والتطبيقية. ط1، القاهرة: دار الفكر العربي، 1993،ص393.
6-قاسم حسن حسين وايمان شاكر. طرق البحث العلمي في التحليل الحركي. عمان: دار الفكر للطباعة والنشر، 1998 ،ص13.
7-وجيه محجوب. التحليل الحركي الفيزياوي والفسلجي للحركات الرياضية. بغداد: مطابع التعليم العالي ، 1990 ،ص15-17.
8-وجيه محجوب ونزاز الطالب. التحليل الحركي. ط2، بغداد: مطابع التعليم العالي، 1987،ص15-17.
9- محمد عثمان. التعلم الحركي والتدريب الرياضي. الكويت: دار القلم، 1987،ص268.
10-عصام عبد الخالق. التدريب الرياضي نظريات وتطبيقات ط9 ،جامعة الاسكندرية: 1999،ص104-105

11-قاسم حسن حسين وايمان شاكر. مبادىء الاسس الميكانيكية للحركات الرياضية، 1998،المصدر السابق، ص28.

سانكس يا باتش