بعد كاس الأمم .. المسلسل الهابط مازال مستمراً
كتب:وائل منتصر |
بتاريخ-
06/02/2010 06:46:00 م
يتصارع نجوم الشباك في الكرة المصرية علي الدخول في
سباق مع السينما المصرية التي تعاني في الأصل من التراجع بسبب موسم
الامتحانات والبرد القارس وانفلونزا الخنازير بجانب متابعة منافسات كأس
الأمم الإفريقية المنقضية.
ففي عام 2008 وبعد فوز منتخب مصر باللقب الإفريقي للمرة الثانية على
التوالي، ظهر على السطح فيلم جديد شغل دور العرض السينمائية وتحدث عنه
الرأي العام الكروي المصري وكان بطله عصام الحضري حارس الأهلي وقتها.
وانقلبت الدنيا وقامت ولم تقعد بعد أن فوجئ الجميع باختفاء الحارس وكأن
الأرض قد انشقت وابتلعته حتى أن البعض تهكم واقترح إرسال "منادي بسيارة" من
أجل البحث عن "حارس تائه" في شوارع القاهرة.
واكتشف الجميع أنه وقت أن كان تائهاً وصلت به قدماه إلى قارة أوروبا
وبالتحديد سويسرا، وربما كان السبب في ذلك تشابه الشوارع بين سويسرا و
القاهرة !! ولاحقت كاميرات التليفزيون وميكرفونات الإذاعة وأقلام الصحفيين
الحارس التائه وباتت أخباره هي الشغل الشاغل لكل من يهتم ولا يهتم.
وقتها نسي الجميع فرحة الشعب المصري بإنجاز الحصول على كأس الأمم
الأفريقية، وذهبت الأنظار إلى سويسرا التي لا ناقة لها ولا جمل في الأمر
سوى أن أحد أنديتها تعاقد مع الحضري رغماً عن ناديه لتنتقل الأزمة إلى
الفيفا والباقي يعلمه الجميع، إلى أن انتهى الحال بالحارس في الإسماعيلي
ومازالت مشاكله مستمرة.
وحالياً، وقع البطل الجديد محمد ناجي "جدو" علي عقد لشركة إنتاج
سينمائية لعمل فيلم "جحيم كأس الأمم" ليصبح بين يوم وليلة بطلاً لمسرحية
هزلية تطل علينا كل عامين في ظاهرة كونية أصبحت واقعاً لابد منه.
فالزمالك يقول إن اللاعب من حقه، والاتحاد السكندري يؤكد إن جدو عقده
سارٍ مع النادي حتى نهاية العام القادم، واتحاد الكرة كالعادة مازال يناقش
ويتباحث ويفحص ويمحص والجميع مشغولون في عد نقود المكافآت التي انهالت بعد
الحصول على الكأس الغالية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا لو لم يوفق جدو في كأس الأمم
الإفريقية ويصبح هدافاً للبطولة الأقوى في إفريقيا؟ اعتقد أن أحداً لن يجرؤ
علي الحديث في أمر تعاقده من عدمه، نعم جدو لاعب موهوب وموجود في الاتحاد
منذ ما يقرب من السنوات الخمس ولكن لم يبزغ نجمه سوى في أنجولا.
أصبحت أتمنى أن يغير الاتحاد الأفريقي موعد بطولة كأس الأمم الأفريقية
بما أنها أصبحت تتسبب في حالة هياج للاعبين المصريين مصحوبة باكتئاب نفسي
للشارع الرياضي في مصر وتصل إلى حالة سخرية من العالم على ما يحدث.
من الواضح أننا أصبحنا لا نعرف كيف نفرح أو كيف نحزن، بل إن الحزن عندنا
أفضل من الفرحة للأسف، ولا جدال في إن الحالة التي نعيشها مع كل بطولة
نحصل عليها لا يوجد لها علاج، ولكن الشيء الوحيد الأكيد هو استقرار اتحاد
الكرة في 2008 و2010 .. حد فهم حاجة؟