سرقة .. حلال ! كتب:كريم رمزى | بتاريخ- 11/01/2010 08:49:00 م
لم أتوقع يوماً أن ما أشاهده عادة في أفلامنا العربية القديمة والجديدة عندما يكون الممثل "حرامي" ويجعل المؤلف منه بطلاً لأنه يقوم بسرقة "الحرامية" لأخذ حق المنهوبين ، أن يأتي اليوم الذي أجد فيه إعلامنا الرياضي يتحدث بهذا السيناريو .. سيناريو السرقة (الحلال)!
ولن أتحدث هنا بوازع ديني عن فكرة الحرام والحلال لأنه ليس دوري ولا اعتقد أني أجيده ، ولكني أرغب فقط في أن أقول أن ما يفعله بعض إعلاميينا بدعوتهم للشعب المصري بسرقة مباريات أمم إفريقيا من قنوات الجزيرة هو فعل رخيص من أشخاص كان من المفترض أنهم قدوة.
وأرى أنه كان من الأجدر بهم انتقاد تقاعس مسئولينا في شراء مباريات البطولة ، في الوقت الذي تمكنت الجزائر وتونس من شراء مباريات البطولة دون مشاكل تذكر.
الأشد غرابة أنهم أصبحوا ينصحون بألا ندفع للجزيرة لشراء مباريات البطولة بدعوى أنه من "الحرام" أن ندفع كل هذه المبالغ الطائلة لشراء المباريات في الوقت الذي نستطيع أن نسرقها "بالحلال"!
أشعر بالضيق عندما يخرج إعلاميينا ومشاهدينا ليحولوا ضعف مسئولينا في التعامل مع كل المواقف إلى عداء واضح لدول مثل الجزائر وقطر والسعودية وغيرهم ، بل ويهيئوا لنا أن هذه الدول لا تكره شئ في الوجود سوى مصر!
حدث ذلك في أزمة أحداث السودان ، فبرغم خروجنا من المونديال لأننا فشلنا فنياً وخططياً وإدارياً ، تم حقن الرأي العام بأفكار من نوعية أننا خرجنا بفعل مؤثر خارجي هو الجمهور الجزائري الذي "ضربنا" في مباراة واحدة وليس في كل مباريات التصفيات.
أيضاً حدث ذلك عندما دخلنا في حروب دامية مع قنوات ART ومالكها السعودي صالح كامل لأخذ حقوق بعض المباريات عندما كانت تمتلك ART حقوق معظم البطولات العالمية والإفريقية.
وفي النهاية، هيأ لنا الإعلام الرياضي المصري أن قطر تحاول الهيمنة على المنطقة من خلال قنوات الجزيرة الرياضية ، وتحاول أن تتخطى دور مصر "الريادي والقوي والجميل والحلو" في المنطقة!
الموضوع ببساطة أن هناك شبكة قنوات نجحت في شراء بطولات وتحاول تسويقها ، ونحن فشلنا في ذلك ، لكنهم لم يسرقونا ولم ينهبونا.
وللأسف خرجنا من أحداث الجزائر ونحن مدانين أمام العالم لأن إعلامنا هو من أوصل لهم ذلك بضعفه وتخاذله وعدم مهنيته، وسنخرج من موقعة "الجزيرة" كأننا شعب حرامي وينهب حقوق الغير، ونحن في الأصل مازلنا شعب طيب يحركه بعض أصحاب الكرافتات الشيك على شاشات التلفزيون