مدريد - القاهرة - (وكالة الأنباء الإسبانية):
كتب نادى برشلونة خلال 2009 واحدا من أكثر الفصول روعة في تاريخ كرة القدم الإسبانية بعد حصوله على الستة القاب الذي كان يسعى اليها، في حين واصل المنتخب الإسباني بدوره تحطيم الأرقام القياسية ، ولكنه تعثر في الدور نصف النهائي من كأس القارات في جنوب افريقيا.
ولم يكن حصاد الذهب الذي حققه أبناء إقليم كتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، بغريب على ناد له تاريخ عريق يمتد لـ110 عام ، وسجل حافل بالبطولات والألقاب على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وبحصول أبناء بيب جوارديولا على ألقاب جميع البطولات الستة التي خاضها هذا العام 2009 (دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي ، والدوري والكأس والسوبر المحلية ، وكأس العالم للأندية) يكون برشلونة هو الفريق الوحيد في العالم الذي يفوز بست بطولات رسمية خلال عام واحد.
ويتصدر برشلونة قائمة التصنيف العالمي لأندية العالم برصيد 757 نقطة، طبقا للاتحاد الدولي لتأريخ وإحصائات كرة القدم ، كما أنه يعد الفريق الأكثر حصولا على ألقاب الفيفا لأفضل لاعب في العالم ، أبطالها هم البرازيليون روماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو إلى جانب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
كما أن فريق الأحلام (اللقب الأشهر لبرشلونة) هو الأكثر تتويجا بجوائز الكرة الذهبية، وأبطالها هم لويس سواريز والهولندي يوهان كرويف والبلغاري خريستو ستويتشكوف والبرازيليان ريفالدو ورونالدينيو، والأرجنتيني ميسي الذي حصل في 2009 على جائزتي الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم.
وعاد برشلونة هذا العام بقوة تحت قيادة جوارديولا ، الذي بدأ مشواره التدريبي معه عام 2008 ليعيد إنجازات كرويف، المدرب الذي تولى قيادة الفريق لثمانية اعوام متتالية (1988-1996)، حصد معه فيها العديد من الألقاب.
وأهدي جوارديولا للنادي ثالث بطولة لدوري الأبطال الأوروبي ، حيث كانت الثانية في عام 2006 في عهد الهولندي فرانك ريكارد والأولي في عام 1992 مع مواطنه كرويف.
وعلى صعيد الصراع الدائم بين برشلونة وريال مدريد ، حقق فريق جوارديولا فوزا أسطوريا أيضا هذا العام في ملعب سانتياجو برنابيو معقل الفريق الملكي 6-2 في الثاني من مايو 2009 وعاد للفوز عليه بهدف حمل توقيع النجم ليونيل ميسي في هذا الموسم في ملعب كامب نو في 29 نوفمبر 2009.
واستطاع جوارديولا العودة بفريق الأحلام بقيادة مجموعة من أبرز اللاعبين على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والسويدي زلاتان إبراموفيتش والفرنسي تييري هنري والإسبانيان تشافي هرناندز وأندريس إنيستا، ليحقق مع الفريق إنجازا لن ينساه التاريخ الكروي.
ولم يكن ذهب جوارديولا المتتالي مع الفريق الكتالوني سهلا، إذ عانى في بطولة الدوري المحلي من منافسة غريمه التقليدي ريال مدريد الذي أبقى على حظوظه حتى النهاية، وكذلك في دوري الأبطال الأوروبي الذي كاد أن يخرج منه برشلونة على يد تشيلسي في الدور نصف النهائي ، لولا هدف إنيستا القاتل في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
ولم يواجه برشلونة بطولة سهلة هذا العام سوى كأس ملك إسبانيا التي لم يقابل فيها خصما صعبا، باستثاء جاره اللدود إسبانيول ، ليحقق من خلالها أولى بطولاته هذا العام.
وعزز برشلونة مكانته في صدارة الأندية الإسبانية الفائزة ببطولة كأس الملك ، بعد أن رفع رصيده من الألقاب إلى 25 وفوت في الوقت نفسه على منافسه في المباراة النهائية أتلتيك بلباو، فرصة اللحاق به حيث كان نادي الشمال الباسكي سيرفع رصيده إلى 24 بطولة لو حمل لاعبوه الكأس.
وبعدها توالت الألقاب بفوز فريق الاحلام بمسابقة الدوري المحلي 2008-2009 بفارق تسع نقاط كاملة عن ريال مدريد. وكان اللقب هو التاسع عشر لبرشلونة في تاريخه مع الليجا.
كما حقق برشلونة اللقب الثالث هذا العام بالتتويج في دوري أبطال أوروبا بعد فوز مثير في المباراة النهائية على مانشستر يونايتد الإنجليزي ، حامل اللقب في ذلك الوقت، بهدفين للكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي في المباراة التي أقيمت على الملعب الأوليمبي في روما.
وفي الصيف وتحديدا خلال أغسطس الماضي توج برشلونة باللقب الرابع له بالفوز بكأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيك بلباو بعد الفوز ذهابا 2-1 وإيابا 3-0.
وتساوى الفريق الكتالوني مع ريال مدريد في عدد ألقاب كأس السوبر، ويملك كلاهما ثمانية ألقاب.
وأضاف الفريق الكتالوني اللقب الخامس له في نفس الشهر بفوزه بمباراة السوبر الأوروبي أمام شاختار دونتسيك الأوكراني 1-0 بهدف للنجم الشاب بيدرو رودريجز.
ويعتبر اللقب هو الثالث لبرشلونة في تاريخ مشاركاته بمباريات السوبر بعد فوزه بنسختي 1992 و1999 علما بأنه خسر المباراة في أربع مناسبات سابقة أعوام 1979 و1982 و1989 و2006.
وأخيرا اختتم نادي الاحلام موسمه الرائع بالفوز بلقب كاس العالم للأندية في أبو ظبي بفضل النجم ليونيل ميسي الذي أحرز هدف الفوز 2-1 على حساب فريق استوديانتيس دي لابلاتا الأرجنتيني في المباراة النهائية.
وبهذا ينهي برشلونة فترة من الصوم عن لقب تلك البطولة بعد خسارته في نهائي عام 1992 أمام ساو باولو البرازيلي 1-2 وفي نهائي عام 2006 أمام إنترناسيونال البرازيلي أيضا 0-1.
وينتظر عشاق نادي الاحلام أن يستمر الفريق في ضرب الأرقام القياسية والسيطرة على الألقاب المحلية والعالمية خلال 2010 حيث يحتل برشلونة حاليا صدارة الدوري المحلي بفارق نقطتين عن ريال مدريد.
كما يسير بطل أوروبا بخطى ثابتة في كأس الملك ، بعد تخطيه ليونيسا بسبعة أهداف ذهابا وإيابا في الدور الرابع من البطولة.
أما في دوري الأبطال فقد تأهل الفريق الكتالوني عن جدارة إلى دور الـ16 بعد تصدره للمجموعة السادسة وسيقابل شتوتجارت الألماني الذي لم يحقق الفوز سوى في مبارتين فقط بالدوري الألماني هذا الموسم.
ومجمل التقديرات أن برشلونة بات مرشحا من جديد للفوز خلال 2010 بالبطولات الثلاث (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) وإن كانت أصعبهم البطولة الأخيرة.
وسيعود برشلونة إلى بطولة الدوري المحلي بدءا من الثاني من يناير من العام المقبل أمام ضيفه فياريال لبدأ مرحلة جديدة من الإنجازات تحت قيادة جوارديولا.
وكان الدوري المحلي 2009-2010 قد بدأ وسط اجواء من الحداد على خلفية وفاة قائد فريق إسبانيول دانييل خاركي في ايطاليا قبل مباراة ودية، ليعيد للذاكرة حادث وفاة لاعب أشبيلية أنطونيو بويرتا قبل عامين ، ويترك فراغا كبيرا.
أما بالنسبة للمنتخب الإسباني صاحب الألقاب، والذي يحتل الصدارة في تصنيف الفيفا، فقد قطع سجل انتصاراته بالهزيمة 0-2 أمام الولايات المتحدة في الدور نصف النهائي من بطولة كأس القارات 2009 التي اعتبرها الكثيرون بروفة لنهائيات كأس العالم 2010.
وعلى أي حال فان كأس العالم القادمة ستكون بمثابة لحظة الحقيقة لـ"الجيل الذهبي" للكرة الاسبانية، حيث سيواجه فرصته العظيمة بعد تمكنه من تحطيم الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية، وتعادله مع البرازيل في الاحتفاظ بسجله دون هزائم خلال 35 مباراة، في طريقه نحو البطولة القادمة وبأسلوب ولاعبين لا يختلف عليهم احد