بالنظر إلى أن الحديث عن الكرياتين يتعلق بالرياضة أولاً وأخيراً, فالأجدر أن نُفَصِّل كيفية عمل ومساعدة الكرياتين للجسم خلال الرياضات المُعينة. فكل التسويق والدعاية عن الكرياتين تكون حول كونه مُحفزاً للأداء العضلي وبناء العضلات, وهنالك أدلة علمية لتدعم ذلك. ولكن, للأسف فإن الإدعاءات حول الكرياتين تجاوزت الأدلة العلمية والعلم, لكي أصبح الرياضيين من مدى واسع من أنواع الرياضة بدأوا يأخذون الكرياتين. لقد كان السعي لزيادة وتحفيز الأداء الرياضي تاريخياً مثل حلم الكيميائيين لتحويل الرصاص إلى ذهب. وعادةً ما أصبحت الإتجاهات الزائفة الأخيرة لا تؤدي أي شيء أو قد تكون مؤذية. على كل حال, فإن الإمداد الغذائي من الكرياتين يٌقدِّم منافع وفوائد قصيرة المدى, وليس معروفاً للآن إذا كان إستخدامها على المدى البعيد ضار ومؤذي.
مفتاح فهم الإمداد الغذائي من الكرياتين هو تقدير مساعدته في نشاطات معينة. تجدد خلايا العضلات حركتها الآلية من الطاقة المتولدة من التفاعل الكيميائي الذي ينتج
ATP
كما قلنا سابقاً. وينقسم الأخير حسب المعادلة:
ATP=> ADP + P (Phospate) ATP
تستخدمه خلايا العضلاتبسرعة كبيرة, ولكن هنالك فقط إمداد محدود جداً يكفي عادةً لبضعة ثواني من العمل الشاق أو ذو القوة العالية. وعند إنتهائه فإن العمل ينتهي. ولحسن الحظ فإن الجسم لديه عدة طرق لإعادة تحويل
ADP=> ATPوأسرع هذه الطرق بتحريك الفوسفات من الفوسفوكرياتين إلى
ADP + P => ATPمما ينتج عنه طاقة لعمل العضلات والكرياتين, وهنالك ما يكفي من الفوسفوكرياتين للمحافظة على مستويات
ATP
لعدة ثواني أخرى. عند هذه النقطة, نكون قد تحركنا من 2-3 ثانية من العمل
ATP
إلى حوالي 10 ثواني
(ATP + CREATINE)
ويمكن للجسم إعادة شحن الكرياتين ثانية إلى الفوسفوكرياتين ويحتاج ذلك إلى من 30-60 ثانية. ويُشكِّل نظام
(ATP + CREATINE)
أسرع مُكونات الجهاز اللاهوائي ويُستخدمه رياضيي القوة ورفع الأثقال.
أمَّا رياضيي الرياضة الهوائية ذات التحمُّل العالي مثل عدائي المسافات, فالصورة لديهم مختلفة, فمستويات الفوسفوكرياتين و
ATP
لا تتغير خلال الرياضة لأنها تتجدد بنفس المُعدَّل التي تُستخدم فيها, آلية "تدفع بقدر ما تذهب"
a "pay as you go" mechanism
التجدد الهوائي ل
ATP
من خلال الأكسدة الهوائية للجلوكوز والدهون أبطأ من الأنظمة اللاهوائية, ولكن الطاقة المتولدة هائلة. يُدرِّب الرياضيين عضلاتهم بطريقة مختلفة ونفس النسيج العضلي لهم يختلف عنه لدى رياضيي القوة.
وكما قلنا سابقاً, أن الكرياتين الموجود بشكل طبيعي في عضلات الإنسان يأتي من مصدرين, المصدر الأول غذائي والمصدر الثاني يُصنَّع في الجسم بواسطة الكبد والكلى من أحماض أمينية أخرى وهي الغليسين والأرجينين والمثيونين
(glycine, arginine, and methionine)
يتوفر 120 غ من الكرياتين في عضلات البالغ بوزن 70 كغ, وهنالك 2 غ من الكرياتين المُدَوِّر يومياً. حيث يُستبدل نصف هذا الكم من الغذاء والباقي يُصنَّع داخل الجسم, وكلما زادت كمية الكرياتين من الغذاء كلما قلّ إنتاجه بواسطة الجسم. ويتم التخلُّص من الكرياتين بواسطة الجسم من خلال الكلى ككرياتين أو كرياتينين الذي يتشكَّل من التمثيل الغذائي للكرياتين.